
القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «93»
المساواة في المعارضة بين القبائل في الحاضر تعني أن الماضي هو مكان غير محدد للمعارك على الرعي ومحاولة من جانب أسرة من العصيمات الرد على بعض الاستفزازات المفترضة
ومن المؤكد أن هناك من يستشهد على نطاق واسع ببناء منزل يطل على حدود عذار ولكن المشاكل اتسعت بعد ذلك في النزاعات حول الهيجة وهي منطقة رعي ذات غابات خفيفة تقع على الحدود بين العصيمات وعذار بالقرب من مهبط الطائرات في القفلة وفي مكان ما في هذه المنطقة العامة كانت هناك مساحات شاسعة من الأرض كانت مملوكة ذات يوم للعائلة المالكة المخلوعة وخاصة للأمير الحسن الذي كان يمتلك مساحة من عدة آلاف من أشجار البرتقال التي لم تعد موجودة الآن ويقال إن الشيخ عبد الله الحاشدي قد استولى على الكثير من هذه الأرض ويقول أنصاره المقربون أن هذا الادعاء سخيف لأن كل الأراضي الملكية عادت إلى الحكومة الجمهورية؛ ويقول أولئك الأقل تعلقاً به : أن هذا يزيد الأمر سوءاً حيث سرق الشيخ الأرض التي كان من المفترض أن تكون للحكومة؛ ويبدو أن جميع الفصائل نسيت إمكانية الشراء القانوني غير الضار في حماسها لقصة بسيطة ولابد من وجود شخص لجعل القصة تنجح ، لا توجد نسخة عامة عن الماضي ولا توجد محكمة لتحديد من يقف في أي مكان في الوقت الحاضر وبالتالي فإن الفراغ المعرفي يملأه قصص من يجب أن يكون قد فعل ماذا تحت الطاولة أو تحت الغطاء كما يقول اليمنيون في الحالة الحالية، مر بعض الوقت قبل أن يظهر هذا المنطق تأثيره اجتذبت النزاعات حول الهيجة العذارى والعصيمات ككل ولكن كوسطاء وليس كمقاتلين وفرض المشايخ من كلا الجانبين هدنة لمدة ستة أشهر وتم ضم الضامنين من كلتا القبيلتين معًا للإشراف على أولئك الذين كانوا على خلاف بشكل خاص وعندما انتهت الهدنة اندلع القتال على نطاق أوسع، وكانت القبيلتان وليس مجرد قرية أو اثنتين من كل منهما متورطة وقد تلا ذلك تبادل كثيف لإطلاق النار بين الطرفين حيث حاولت أجزاء من كل قبيلة الوقوف جانباً بينما كانت أجزاء أخرى تتجمع معاً وتم تشكيل هدن وقطعها بين القبائل وداخلها. بينما كانت قبيلتا أظهر والعصيمات في هدنة أو بالأحرى ضمنتا السلام بين عناصر كل منهما اندلع شجار بين هذه القبيلتين من جهة وكلاهما من حاشد مع قبيلة من بكيل تدعى الأهنوم والخلافات بينهما لم تكن بسيطة بأي حال من الأحوال في هذه الحالة تحديدًا اختلف جزء من الأهنوم مع جزء من الأظهر في محاولة لمطاردة رعاياهم في أظهر استولوا على شاحنات من كل من الأظهر والعصيمات وأخذت القبيلتان الأخيرتان شاحنات من بعضهما البعض ومن الأهنوم أيضا، قُطعت الطرق وأُعيد قطعها عدة مرات في منطقة البطانة بين شهارة وحوث مما أعاق تجارة القات الكبيرة للأهنوم إلى الطريق الإسفلتي الرئيسي والمدن الكبرى ، ذهب الأهنوم طلبًا للمساعدة خارج المنطقة تمامًا حيث ذهبوا إلى وإيلة وهي قبيلة من بكيل على الحدود مع المملكة العربية السعودية ، قطعت وايلة الطريق على جميع قبائل حاشد مما أدى إلى خنق أعمال النقل بالشاحنات المهمة إلى اليمن من الشمال ، كانت لديهم أسبابهم الخاصة للقيام بذلك بهذه السرعة أسباب مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسياسة الوطنية والأحداث التي نتابعها في الواقع تمتد بين محاولة لبدء حرب أهلية بين القبائل أوائل عام 1978م وحرب حدودية فعلية بين اليمنيين أوائل عام 1979م ، كان لدى وإيلة رجال قبائل من الجنوب في أراضيها يحاولون إثارة نزاع حدودي مع السعوديين ويكفي القول إن قطع وإيلة أي قطع الطريق الكبير قد انتهى أخيرًا بعد الحرب من قبل تجمع مميز من الشيوخ من كلا الاتحادين ومن جميع الأطياف السياسة الوطنية الذين وجهت جهودهم إلى حد كبير نحو احتواء النزاع في الأراضي المنخفضة بين الأهنوم وأظهر والعصيمات.