
مدير عام شرطة محافظة ذمار لـ"26سبتمبر": تعزيز الأمن والاستقرار أولوية في مواجهة التحديات الراهنة
أكد مدير عام شرطة محافظة ذمار، العميد محمد غالب المهدي، على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار من خلال التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.
وأشار العميد المهدي، إلى أن الأولوية القصوى لشرطة ذمار تتمثل في مكافحة الجريمة بشكل استباقي، وتعزيز الوعي الأمني لدى المجتمع، بما يضمن تحقيق الأمن العام.
واشاد بالدور المحوري للمواطن في النجاحات الأمنية، مبينا أن الأمن لا يمكن تحقيقه دون مشاركة فعالة من أفراد المجتمع.
ولفت إلى أنه تم ضبط أكثر من 3.293 جريمة متنوعة خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 96%، بفضل الجهود المتواصلة لرجال الأمن.
حوار | فهد عبدالعزيز
* حدثنا عن اولوياتكم في شرطة محافظة ذمار خلال المرحلة الراهنة؟
** أولوياتنا في شرطة أمن محافظة ذمار خلال هذه المرحلة متمحورة حول تعزيز الأمن والاستقرار، وذلك من خلال الثقة بالله سبحانه وتعالى واتباع الأسس الاستراتيجية التي تهدف إلى خدمة المجتمع ومكافحة الجريمة بشكل استباقي، كما نعمل جاهدين على ضبط الجريمة قبل وقوعها، وذلك تجنبا للآثار السلبية التي قد تترتب عليها سواء على الأمن العام أو السلم الاجتماعي وكذلك على ممتلكات المواطنين.
ومن ضمن الأولويات الرئيسية لنا في شرطة ذمار تحصين المجتمع من الجريمة وذلك عبر تعزيز الثقة المتبادلة بين الجهات الأمنية والمواطنين، الذين يعتبرون المستفيدين الأساسيين من جهودنا الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار، والأهم من ذلك كله نحرص على تعزيز الوعي الأمني لدى المواطنين حيث ينبغي أن يكون كل فرد شريكا فاعلا في العملية الأمنية وواعيا بالتحديات التي تواجهها بلادنا في ظل الظروف الراهنة، خاصة في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تستهدف اليمن.
كما نثمن الدور الكبير لأبناء محافظة ذمار الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي الأمني، اسهم في تشكيل قاعدة صلبة للحد من الجريمة وضبطها في حينه بفضل جهود الخيرين والمخلصين، كما نأمل، نأمل أن يستمر التعاون بين جميع الجهات المعنية، وأن تبذل المزيد من الجهود على كافة المستويات لتحقيق الأهداف الأمنية المنشودة بإذن الله سبحانه وتعالى.
تعاون مشترك
* ما الجهود التي يبذلها رجال الأمن في مديريات المحافظة؟
** تعزيز الأمن والاستقرار تتم بتنسيق مشترك وتبذل في هذا الجانب جهودا كبيرة ومتميزة من قبل رجال الأمن في المديريات، حيث يعملون بتعاون وثيق مع أفراد المجتمع انطلاقا من القيم الدينية والأخلاقية والمبادئ والهوية الإيمانية التي تشكل أساس التحرك المجتمعي.. في هذا الإطار قدم رجال الأمن في ذمار نموذجا راقيا في الأداء والتعامل والتركيز على تقديم خدمات متميزة للمواطنين.
كما نسعى جاهدين لتعزيز الأداء الأمني وتطويره بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية التي شهدت نجاحات استثنائية في مواجهة التحديات، وذلك بمستوى الإنجازات الكبيرة التي تحققت و أسهمت في توجيه ضربات موجعة للمخابرات الأجنبية عبر احباط الكثير من التحركات في بلادنا وهذا بفضل الله وبفضل اليقظة الأمنية وتعاون الشرفاء المخلصين للوطن.
تحديث ومواكبة
* ما مدى مواكبة الأجهزة الأمنية التطور المستمر في أساليب الجريمة؟
** تعد مواكبة التطورات الحديثة في أساليب الجريمة عنصرا أساسيا في نجاح الأجهزة الأمنية، وذلك بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها قيادة وزارة الداخلية ممثلة بمعالي الوزير اللواء الركن عبدالكريم الحوثي، لتعزيز الأداء الأمني وتحديثه بشكل مستمر.. وفي الإطار الإداري يتم حاليا العمل على تطوير نظام البصمة والربط الشبكي على مستوى مركز المحافظة كمرحلة أولى، مع التخطيط لتوسيع نطاق الربط الشبكي ليشمل مراكز المديريات، ترجمة حقيقة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد تحت شعار "يد تحمي ويد تبني".
وتسهم الجبهة الأمنية بدورا محوريا كخط دفاع أول عن ممتلكات المواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار الاجتماعي من خلال الحفاظ على المكاسب الوطنية التي ضحى من أجلها الشهداء والجرحى من المجاهدين الشرفاء في مختلف الجبهات دفاعا عن العزة والكرامة، كما تشكل الأجهزة الأمنية قوة دعم اضافية لكافة الجبهات، عبر إفشال المؤامرات وكشف الخلايا التخريبية بما في ذلك خلايا التجسس الإسرائيلية وغيرها، التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا منذ عقود، وتحققت هذه النجاحات بفضل ثورة 21 سبتمبر المباركة التي وضعت حدا للوصاية الخارجية، وأكدت على استقلالية القرار السياسي لليمن بعيدا عن أي تدخلات أجنبية.
جهوزية عالية
* ما هي أوجه التكامل بين الأمن والقوات المسلحة في حماية البلاد؟
** الأجهزة الأمنية شريكا أساسيا للقوات المسلحة في حماية أمن البلاد واستقرارها، حيث يعملان معا في الدفاع عن اليمن من خلال التعاون الوثيق بين الأمن والقوات المسلحة في تعزيز القدرة على مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية مع ضمان استعداد تام وجهوزية عالية لأي طارئ.
الأجهزة الأمنية تسهم بدورا محوريا في دعم القوات المسلحة من خلال تأمين الداخل وتعزيز الاستقرار المجتمعي، بما يمكن القوات المسلحة من التركيز على مهامها الأساسية في مواجهة الأعداء بالجبهات، وانهاء التحديات الأمنية..وبفضل هذا التكامل يتم تعزيز القدرة على الاستجابة الفعالة لأي تهديد سواء عبر المرابطة والمشاركة المباشرة جنبا إلى جنب مع ابطال الجيش في الجبهات وقدمت الأجهزة الأمنية قوافل من الشهداء والجرحى منذ اليوم الاول للعدوان على بلادنا.
نؤكد وبكل ثقة بأن الأجهزة الأمنية على أتم الاستعداد والجهوزية، في تنفيذ المهام الموكلة إليها لحفظ الأمن والاستقرار، وبإذن الله تعالى، سنواصل العمل معا مع الجيش وابناء الشعب اليمني العظيم لضمان أمن البلاد واستقرارها.
مواقفنا ثابتة
* كيف تنظرون للعدوان الأمريكي البريطاني مؤخرا على محافظة ذمار وغيرها من المحافظات؟
** يقف الشعب اليمني بكل فئاته إلى جانب قيادته الثورية والسياسية، داعما لإخوانه من ابناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة منذ اللحظة الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023م.، وقد تجلى هذا الدعم عبر العمليات البحرية واستهداف العدو الصهيوني إلى عقر داره في الاراضي المحتلة، وفرض حصار بحري لقطع إمداداته في البحرين الأحمر والعربي، عكس التزام اليمن الراسخ بدعم القضية الفلسطينية، وشهدت الساحات اليمنية خروج الملايين في مسيرات تأييدية للمقاومة في غزة، حتى تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منتصف يناير الماضي، والذي تضمن تبادل الأسرى وفتح المعابر امام الغذاء والدواء والاحتياجات الاساسية.
إلا أن إغلاق المعابر مجددا من قبل العدو الصهيوني ومنع إدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة شكل انتهاكا صارخا للقيم الإنسانية، التي سبق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، الإعلان بالوقوف إلى جانب ابناء غزة بقوله "لستم وحدكم".
فإن العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن خلال العام الماضي عبر ما يسمى "تحالف الازدهار" في البحر الأحمر ، أو غيرها من المحاولات باءت بالفشل الذريع، كما أن التهديدات الأمريكية لن تثني الشعب اليمني عن مواقفه الثابتة والمبدئية، المستمدة من ثوابته الدينية والأخلاقية والإنسانية في دعمه لأهل غزة. هذه المواقف ليست سوى انعكاس لإيماننا الراسخ بحقوق المظلومين، ورفضنا لصمت المجتمع الدولي المنافق، وبإذن الله، سيكون النصر حليفنا في هذه المعركة المقدسة التي ننصر فيها الأمة العربية ونواصل مسيرة الجهاد في سبيل الحق والعدل.
منهجية قرآنية
* كيف تتعاملون مع شكاوى المواطنين بشأن تجاوزات بعض أفراد الأمن؟
** نتعامل مع شكاوى المواطنين وفق منهجية قرآنية واضحة ومحددة تقوم على مبادئ العدالة والمساءلة انطلاقا من رؤية تؤكد أن الدولة موجودة لخدمة الشعب وليس العكس، نحن هنا لخدمة المواطنين وليس لممارسة السلطة عليهم، وفي حال ثبوت أي تجاوز من قبل أي فرد من منتسبي الأمن فإننا نتحرك فورا لضمان تحقيق الإنصاف حتى لو تطلب ذلك محاسبة أنفسنا أو الأفراد المعنيين.. وقد تمثلت هذه المنهجية في اعتذارنا الأخير للأخ المهاجر الإثيوبي الذي تعرض لاعتداء سافر لا يمثل اطلاقا أخلاقنا ومهامنا، والاعتذار الرسمي من قيادة السلطة المحلية ومني شخصيا كمدير لأمن المحافظة، وهذا جزء من واجبنا تجاه أي تجاوز يحدث، وقد تم تقديم الاعتذار عبر وسائل الإعلام.
الفصل النهائي
* ما الاجراءات المتخذة بحق الجنديين؟
**فيما يتعلق بالإجراءات العملية فقد تم إجراء تحقيقات دقيقة من الرقابة والتفتيش، التي أثبتت وجود تجاوزات من قبل الجنديين، وبناء على ذلك تم اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة، وسيكون مصيرهم الفصل النهائي من وزارة الداخلية كحد أدنى للعقوبة. هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسة صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات وتعزيز الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
ضبط الجرائم
* ما مستوى ضبط الجريمة وعدد القضايا التي تم التعامل معها خلال النصف الأول من العام الجاري؟
** بفضل الله تعالى تم تحقيق مستوى عال من ضبط الجريمة خلال النصف الأول من العام الحالي 1446 هجرية، حيث بلغت نسبة الضبط 96%، هذه النتائج المتميزة جاءت بفضل الجهود المتواصلة للأجهزة الأمنية في محافظة ذمار، التي عملت على تعزيز الأمن والحد من الجريمة بالإضافة إلى تقديم خدمات أمنية متميزة للمواطنين.
حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بالمحافظة من ضبط 3,293 جريمة متنوعة، منه عدد 28 جريمة قتل عمد، و22 جريمة حريق عمد، وعدد 9 جرائم حيازة مواد مخدرة، و 23 جريمة نهب ممتلكات بالقوة، وعدد 40 جريمة سرقة منازل، وعدد 59 جريمة سرقة دراجات نارية، وعدد 31 جريمة سرقة سيارات، و95 جريمة خيانة للأمانة، بالإضافة إلى 103 جرائم احتيال، و 553 جريمة تهديد، 341 جريمة إيذاء عمدي خفيف، 554 جريمة إتلاف مال العام.
كما تم ضبط 495 جريمة شروع في القتل، وضبط 8 جرائم انتحال صفة جهات رسمية، و 182 جريمة سرقات متنوعة، و 10 جرائم سرقة سيارات، و 35 جريمة سرقة محلات تجارية، 39 جريمة نشل، بالإضافة إلى 185 جريمة ترويج عملة غير متداولة وغيرها من الجرائم المضبوطة التي لا يتسع المجال لذكرها.
هذه الإنجازات تعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية مع التأكيد على أهمية استمرار التعاون بين المجتمع والأجهزة الأمنية لتحقيق أعلى مستويات الأمن والاستقرار.
خدمات متنوعة
*ماذا عن بقية الخدمات المقدمة للمواطنين؟
** في مجال الخدمات المرورية المقدمة للمواطنين، أصدرت شرطة مرور بالمحافظة خلال الفترة نفسها،عدد 6237 وثيقة موزعة منها عدد 743 أرقام سيارات، وعدد1381 رخص قيادة ،وعدد 3585 تجديد واستبدال كروت ملكية، و528 تحويل ونقل ملكية.
وفيما يخص مجال الخدمات المدنية المقدمة للمواطنين عبر فرع مصلحة الأحوال المدنية بالمحافظة خلال الفترة ذاتها، تم اصدار عدد 46.880 وثيقة موزعة على عدد 29.164 بطاقة شخصية ألية، وعدد 1278 بطاقة عائلية، وعدد 13818 شهادة ميلاد، و1987 شهادة وفاة، وعدد 633 وثيقة زواج.
أما في مجال خدمات فرع مصلحة الدفاع المدني بشرطة المحافظة، فقد تم خلال الفترة ذاتها انقاذ عدد 7حالات حريق منازل ومحال تجارية في مركز المحافظة وانقاذ عدد 9 منازل حالات انهيار بمركز المحافظة.
دور المجتمع
* اين يكمن دور المواطن في تحقيق التكامل مع رجال الأمن؟
**كما اسلفت بالحديث عن هذا الجانب سابقا، يعد المواطن عنصرا أساسيا ي تحقيق الأمن والاستقرار، حيث لا يمكن فصل دور المجتمع عن الأجهزة الأمنية، فبدون تعاون المواطنين، إلى جانب توفيق الله سبحانه وتعالى، لما تمكنت الأجهزة الأمنية تحقيق الانجازات النوعية، ولما وصلت إليه المناطق الحرة من الأمن والاستقرار بعكس المحافظات المحتلة التي تشهد فوضى أمنية غير مسبوقة في تلك المناطق التي تسيطر عليها مليشيات ومرتزقة تحالف العدوان.
في الوقت الراهن يتجلى دور المواطن في تعزيز الأمن من خلال وعيه وإدراكه للمخاطر والمؤامرات الخارجية خاصة تلك التي تستهدف الأمن والنسيج الاجتماعي، ومحاولة العدو المتكررة ضرب الثقة الوثيقة بين المواطن والجهات الأمنية.
اليقظة الأمنية
* ما الذي يقع على عاتق المجتمع خلال المرحلة الراهنة من العدوان على بلدنا؟
** يتطلب من كل أبناء المجتمع دون استثناء لأحد التحلي بالوعي واليقظة الأمنية العالية، لأن اليقظة تسهم بشكل فعال في الكشف عن الجرائم وضبطها قبل وقوعها، حتى أصبح المواطن شريكا أساسيا وحقيقيا للأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن المجتمعي، ولا غنى لنا اطلاقا في الأجهزة الأمنية عن دور المجتمع في تحقيق ذلك.
الشعب اليمني بقيادته الربانية المتمثلة في السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، أصبح جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة والأمن ضمن قوات التعبئة في دورات طوفان الأقصى، يسهم كل شخص منهم بدور فعال في تعزيز الأمن والاستقرار.
وهنا لا يسعنا إلا ان نتقدم بالشكر والتقدير لكل الشرفاء الأحرار من أبناء الشعب اليمني الذين يشكلون رافدا لجبهات القتال، وفي دعم جهود الأجهزة الأمنية تحقيق وترسيخ الأمن العام.